تأجيل الفيفا لقرارات استضافة كأس العالم 2030- الأسباب والترشيحات

أقرّ مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تأخير تقديم ملفات الترشيح لاستضافة بطولة كأس العالم 2030 إلى الربع الأخير من العام الجاري، كما تمّ إرجاء التصويت على اختيار الدولة المضيفة لنهائيات كأس العالم لكرة القدم 2030 من الربع الثالث إلى الربع الأخير من عام 2024.
وأفاد الاتحاد بأن "هذا التأجيل يهدف بالأساس إلى توسيع دائرة المشاورات مع مختلف المجموعات المعنية ذات الصلة، وبناءً عليه، سيتم تقديم اللائحة الخاصة بانتخاب المنظم لاعتمادها في الاجتماع القادم للمجلس، والمقرر عقده في سبتمبر أو أكتوبر القادمين".
وأعلن مجلس إدارة الاتحاد الدولي لكرة القدم أن القواعد المنظمة لتقديم ملفات الترشيح سيتم الانتهاء منها خلال اجتماع لمجلس الفيفا قبيل نهاية شهر أكتوبر، "على أن تنطلق عملية تقديم العروض بصورة رسمية عقب ذلك".
وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن مساعي المملكة العربية السعودية لاستضافة كأس العالم 2034 عبر ملف مشترك تبدو هدفًا أكثر واقعية وطموحًا من التنافس على استضافة نسخة 2030. وفي المقابل، تعهدت قارة أوروبا منذ مدة طويلة بتقديم ملفات مشتركة لاستضافة منافسات كأس العالم 2030، على غرار الملف الذي يجمع بين إسبانيا، والبرتغال، والمغرب، بعد استبعاد دولة أوكرانيا نتيجة للظروف والتحديات الناجمة عن الحرب الدائرة على أراضيها. وإذا ما نجح المغرب في الفوز بشرف تنظيم مونديال 2030، فسيكون بذلك أول دولة في منطقة شمال أفريقيا تستضيف مباريات كأس العالم.
وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس قد أعلن في شهر مارس الماضي عن تقديم بلاده لعرض مشترك مع كل من إسبانيا والبرتغال لتنظيم فعاليات كأس العالم لكرة القدم 2030. وصرح الملك في رسالة رسمية: "أود أن أعلن أمامكم اليوم أن المملكة المغربية، جنبًا إلى جنب مع إسبانيا والبرتغال، قد اتخذت قرارًا بتقديم ترشيح مشترك لاستضافة كأس العالم لعام 2030".
وأبرز أن "هذا الترشيح المشترك، الذي يعتبر سابقة فريدة من نوعها في تاريخ كرة القدم، سيحمل شعار الوصل والترابط بين قارتي أفريقيا وأوروبا، وبين ضفتي شمال وجنوب البحر الأبيض المتوسط، وبين القارة الأفريقية والعالم العربي والفضاء الأورومتوسطي بأكمله".
ويُذكر أن آخر مرة استضافت فيها إسبانيا نهائيات كأس العالم كانت في عام 1982، بينما لم يسبق لكل من البرتغال والمغرب استضافة هذا الحدث الرياضي والعالمي الكبير.
وفي شهر فبراير الماضي، اتفق الاتحادان لكرة القدم في كل من بريطانيا وجمهورية إيرلندا على العدول عن تقديم عرض لاستضافة كأس العالم 2030، والتركيز بدلًا من ذلك على تقديم محاولة مشتركة لاستضافة بطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو) 2028.
وتأمل قارة أمريكا الجنوبية بدورها في استضافة منافسات كأس العالم 2030 للاحتفال بالذكرى المئوية لانطلاق أول نسخة من كأس العالم عام 1930، والتي استضافتها الأوروغواي. ويتضمن هذا الملف المشترك أربع دول هي الأرجنتين، والأوروغواي، وتشيلي، وباراغواي.
وتضمنت أبرز المتطلبات الأساسية التي وافق عليها مجلس الفيفا في خلاصة للمواصفات والشروط التي يجب على المرشحين المؤهلين لتنظيم مونديال 2030 استيفائها، توفير ما لا يقل عن 14 ملعبًا، على أن يكون 7 منها قائمة بالفعل وجاهزة للاستخدام. علاوة على ذلك، يجب أن تتسع الملاعب التي ستستضيف المباراتين الافتتاحية والنهائية لما لا يقل عن 80 ألف متفرج. كما اشترط الفيفا أن تكون الطاقة الاستيعابية للملاعب التي ستقام عليها مباريات الدور الأول 40 ألف مقعد، و60 ألف مقعد في مباريات الدور نصف النهائي. إضافة إلى ذلك، يتعين على كل مرشح تقديم 72 معسكرًا تدريبيًا لإتاحة خيارات متنوعة أمام المنتخبات الـ 48 المشاركة.
كما وافق مجلس الفيفا أيضًا على السياسة الضريبية التي يجب على الجهات المنظمة تبنيها، مع الأخذ في الاعتبار عدم إمكانية فرض ضرائب مزدوجة. وأضاف: "تمت الموافقة على هذه الخلاصة من أجل تمكين الاتحادات الأعضاء المهتمة من فهم أعمق لمتطلبات استضافة كأس العالم 2030، بما في ذلك ما يتعلق بالبنية التحتية المطلوبة، والإطار القانوني الذي يجب إنشاؤه، والأهداف البيئية والاجتماعية التي يجب السعي إلى تحقيقها".